إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{قُلۡ إِنَّ ٱلۡمَوۡتَ ٱلَّذِي تَفِرُّونَ مِنۡهُ فَإِنَّهُۥ مُلَٰقِيكُمۡۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (8)

{ قُلْ إِنَّ الموت الذي تَفِرُّونَ مِنْهُ } فإنَّ ذلكَ إنَّما يقالُ لهُم بعدَ ظهورِ فرارِهِم منَ التمنِّي وقدْ قالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ :

«لَوْ تمنَّوا لماتُوا منْ ساعتِهِم » وهذهِ إحدَى المعجزاتِ أيْ إنَّ الموتَ الذي تفرونَ منهُ ولا تجسَرونَ عَلى أنْ تتمنَّوهُ مخافةَ أنْ تُؤخذُوا بوبالِ كفرِكُم { فَإِنَّهُ ملاقيكم } البتةَ منْ غيرِ صارفٍ يلويهِ ولا عاطفٍ يثنيهِ والفاءِ لتضمنِ الإسمِ مَعْنَى الشرطِ باعتبارِ الوصفِ وقُرِئَ بدونِهَا وقُرِئَ تفرونَ منْهُ مُلاقِيكُم { ثُمَّ تُرَدُّونَ إلى عالم الغيب والشهادة } الذي لا تخفَى عليهِ خافيةٌ { فَيُنَبّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } منَ الكفرِ والمعاصِي بأنْ يجازيَكُم بهَا .