الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قُلۡ إِنَّ ٱلۡمَوۡتَ ٱلَّذِي تَفِرُّونَ مِنۡهُ فَإِنَّهُۥ مُلَٰقِيكُمۡۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (8)

- ثم قال تعالى : ( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم )[ 8 ] .

أي : قل لليهود – يا محمد - : إن الموت الذي تهربون منه وتكرهونه – لما قدمت أيديكم من الآثام – لابد أن يحل بكم ( ثم تردون ) – إذا متم – ( إلى عالم الغيب والشهادة ) [ 8 ] ، أي : إلى الله الذي يعلم غيب السماوات والأرض ، ويعلم ما ظهر من ذلك ، ويعلم ما أسررتم من أعمالكم وما أظهرتم فيجازيكم عليها ويخبركم بالذي كنتم تعملون .

ودخلت الفاء في قوله تعالى : " فإنه " لتقدم " الذي " وإن كان نعتا ، لأن النعت هو المنعوت في المعنى . و " الذي " فيه إبهام ، فشابه الشرط بالإبهام الذي فيه ، فدخلت الفاء في خبر " إن " لكون اسمها فيه إبهام كما تدخل في جواب الشرط ، لأن خبر إن " كجواب الشرط ، فلما شابهه من الإبهام الذي في " الذي " دخل فيه ما يدخل في جواب الشرط .

وقد قيل : إن الخبر ل " إن " هنا هو جملة من ابتداء وخبر ، والتقدير : قل إن الموت هو الذي تفرون منه .