معاني القرآن للفراء - الفراء  
{قُلۡ إِنَّ ٱلۡمَوۡتَ ٱلَّذِي تَفِرُّونَ مِنۡهُ فَإِنَّهُۥ مُلَٰقِيكُمۡۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (8)

وقوله : { قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاَقِيكُمْ } .

أدخلت العرب الفاء في خبر ( إنّ ) ؛ لأنها وقعت على الذي ، والذي حرف يوصل ، فالعرب تدخل الفاء في كل خبرٍ كان اسمه مما يوصل مثل : من ، والذي وإلقاؤها صواب ، وهي في قراءة عبد الله : «إن الموتَ الذي تفرُّون منه ملاقيكُم » ، ومن أدخل الفاء ذهب بالذي إلى تأويل الجزاء إذا احتاجت إلى أن توصل ، ومن ألقى الفاء فهو على القياس ؛ لأنك تقول : إن أخاك قائم ، ولا تقول : إن أخاك فقائم . ولو قلت : إن ضاربك فظالم كان جائزا ؛ لأن تأويل : إن ضاربك ، كقولك : إن من يضربك فظالم ، فقس على هذا الاسم المفرد الذي فيه تأويل الجزاء فأدخل له الفاء .

وقال بعض المفسرين : إن الموت هو الذي تفرون منه ، فجعل الذي في موضع الخبر للموت . ثم قال : ففروا أولا تفروا فإنه ملاقيكم . ولا تجد هذا محتملا في العربية والله أعلم بصواب ذلك .