تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قُلۡ إِنَّ ٱلۡمَوۡتَ ٱلَّذِي تَفِرُّونَ مِنۡهُ فَإِنَّهُۥ مُلَٰقِيكُمۡۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (8)

الآية 8 وقوله تعالى : { قل إن الموت الذي تفرون منه } أي الموت الذي تفرون منه بما قدمت أيديكم من تحريف التوراة والإنجيل { فإنه ملاقيكم } يلقاكم ، لا محالة ، وإن فررتم منه ، فيكون فيه تذكيرهم ، إن رجعوا عما يهربون منه ، يعني الموت .

وقوله تعالى : { ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة } يعني إلى عالم ما أشهدتم الخلق من التوراة والإنجيل وعالم ما غيبتم عن الخلق من نعت محمد صلى الله عليه وسلم وغير ذلك ، أو إلى عالم ما غيبتم في أنفسكم ، وأسررتم من تكذيبكم بمحمد صلى الله عليه وسلم وما أشهدتم عليه ضعفتكم وأتباعكم من نهيكم إياهم عن اتباعه .

وقوله تعالى : { فينبئكم بما كنتم تعملون } إما عيانا تقرؤونه في كتابكم يوم القيامة ، أو ينبئكم { بما كنتم تعملون } بالجزاء : إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر ، والله المستعان .