( قالوا ) يعني الأتباع ( ربنا من قدم لنا هذا ) قال الفراء : من سوغ لنا هذا وسنه . وقال غيره : من قدم لنا هذا العذاب بدعائه إيانا إلى المعاصي ( فزده عذابا ضعفا في النار ) وعذابا بدعائه إيانا فصار ذلك ضعفا . وقال ابن مسعود : معنى عذابا ضعفا في النار الحيات والأفاعي . ونظير هذه الآية قوله تعالى : ( ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار ) [ الأعراف : 38 ] .
لما كان قول الأتباع هذا مفهماً لأنهم علموا أن سبب ما وصلوا إليه من الشقاء هو الرؤساء ، وكان هذا موجباً لنهاية غيظهم منهم ، تشوف السامع لما يكون من أمرهم معهم ؟ هل يكتفون بما أجابوهم به أو يكون أمنهم شيء آخر ؟ فاستأنف قوله إعلاماً بأنهم لم يكتفوا بذلك وعلموا أنهم لا يقدرون على الانتقام منهم : { قالوا } أي الأتباع : { ربنا } أي أيها المحسن إلينا الذي منعنا هؤلاء عن الشكر له { من قدم لنا هذا } أي العذاب بما قدم لنا من الأسباب التي اقتحمناه ، وقدموا ذلك اهتماماً به وأجابوا الشرط بقولهم : { فزده } أي على العذاب الذي استحقه بما استحققنا به نحن وهو الضلال { عذاباً ضعفاً } أي زائداً على ذلك مثله مرة أخرى بالإضلال ، وقيدوه طلباً لفخامته بقولهم معبرين بالظرف لإفهام الضيق الذي تقدم الدعاء المجاب فيه به ليكون عذاباً آخر فهو أبلغ مما في الأعراف لأن السياق هنا للطاغين وهناك لمطلق الكافرين { في النار } أي كائناً فيها ، وهذا مثل الآية الأخرى ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيراً أي مثل عذابنا مرّتين .
قوله : { قَالُوا رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ } وهذا قول الأتباع الذين اقتحموا النار على المضلين المتبوعين الذين سبقوهم إلى الجحيم .
يقولون : ربنا من قدم لنا هذا العذاب بتغريرنا وإضلاله لنا وإغوائه إيانا { فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ } أي أضعِفْ له العذاب في النار على العذاب الذي هو بدعائه وصدِّه لنا عن سبيل الله وبما سَوَّلَهُ لنا من الكفر والعصيان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.