الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَا فِي قَرۡيَةٖ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتۡرَفُوهَآ إِنَّا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ كَٰفِرُونَ} (34)

قوله تعالى : " وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها " قال قتادة : أي أغنياؤها ورؤساؤها وجبابرتها وقادة الشر للرسل : " إنا بما أرسلتم به كافرون . وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا "

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَا فِي قَرۡيَةٖ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتۡرَفُوهَآ إِنَّا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ كَٰفِرُونَ} (34)

ولما كان في هذا تسلية أخروية ، أتبعه التسلية الدنيوية ، فقال عطفاً{[56949]} على ما تقديره : وما أرسلنا غيرك إلا إرسالاً خاصاً لأمته ، عطفاً على { ما أرسلناك إلا كافة } وساقه مؤكداً لأن مضمونه - لكونه في غاية الغرابة - مما لا يكاد يصدق : { وما أرسلنا{[56950]} } أي بعظمتنا ولما كان المقصود التعميم ، لأنه لم يتقدم قول قريش ليخص التسلية بمن قبلهم ، أسقط القبلية بخلاف ما في سورة الزخرف فقال : { في{[56951]} قرية } وأكد النفي بقوله : { من نذير } أي ينذرهم وخامة ما أمامهم من عوقب أفعالهم ، ودل بإفراده عن البشارة أن غالب الأمم الماضية من أهل النذارة لتظهر مزية هذه الأمة ، ولعله عبر به إشارة إلى{[56952]} الناسخين للشرائع التي قبلهم دون المجددين من أنبياء بني إسرائيل فإن بعضهم لم يكذب { إلا قال مترفوها } أي العظماء الذين لا شغل لهم إلا التنعم بالفاني حتى أكسبهم{[56953]} البغي والطغيان : { إنا بما أرسلتم به } أي أيها المنذرون { كافرون } أي وإذا قال المنعمون ذلك تبعهم المستضعفون فإذا وقفوا عندنا تقاولوا بما تقدم ثم لم ينفعهم ذلك


[56949]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: عاطفا.
[56950]:في الأصل فقط: أرسلناك.
[56951]:في الأصل فقط: من.
[56952]:زيد بعده في الأصل: أن، ولم تكن الزيادة في ظ وم ومد فحذفناها.
[56953]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: أكبهم.
 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَا فِي قَرۡيَةٖ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتۡرَفُوهَآ إِنَّا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ كَٰفِرُونَ} (34)

{ وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ( 34 ) }

وما أرسلنا في قرية من رسول يدعو إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة ، إلا قال المنغمسون في اللذات والشهوات من أهلها : إنَّا بالذي جئتم به -أيها الرسل- جاحدون .