الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَا فِي قَرۡيَةٖ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتۡرَفُوهَآ إِنَّا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ كَٰفِرُونَ} (34)

أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن زيد قال : « كان رجلان شريكان خرج أحدهما إلى الساحل وبقي الآخر ، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى صاحبه يسأله . ما فعل ؟ فكتب إليه أنه لم يتبعه أحد من قريش إلا رذالة الناس ومساكينهم ، فترك تجارته وأتى صاحبه فقال له : دلني عليه وكان يقرأ الكتب ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إلاَمَ تدعو ؟ قال " إلى كذا وكذا . . قال : أشهد أنك رسول الله قال : ما علمك بذلك ؟ قال : إنه لم يبعث نبي إلا اتبعه رذالة الناس ومساكينهم . فنزلت هذه الآيات { وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها . . } الآيات . فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن الله قد أنزل تصديق ما قلت " .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { إلا قال مترفوها } قال : هم جبابرتهم ، ورؤوسهم ، وأشرافهم ، وقادتهم في الشر .

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله { إلا قال مترفوها } قال : جبابرتها .