اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَا فِي قَرۡيَةٖ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتۡرَفُوهَآ إِنَّا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ كَٰفِرُونَ} (34)

قوله : { وَمَآ أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَة من نذير إلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا } أي أغنياؤها ورؤساؤها ، وقوله : { إلا قال مترفوها } جملة حالية من «قَرْيَةٍ » وإن كانت نكرة لأنها في سياق النفي{[44696]} .

قوله : «بما أُرْسِلْتُمْ » متعلق بخبر «إنّ » و «به » متعلق بأُرْسِلْتُم ، والتقدير : إنا كافرون بالذي أرسلتم به . وإنما قدم للاهتمام وحسنه تواخي الفواصل{[44697]} . وهذا تسلية لقلب النبي - صلى الله عليه وسلم -بأن إيذاء الكفار للأنبياء ليس بدعاً بل ذلك عادة جرت من قبل ، وإنما نسب القول إلى المترفين مع أن غيرهم أيضاً قالوا ذلك القول لأن المُتْرَفين هم الأصل في ذلك القول كقول المستضعفين للذين استكبروا : «لَوْلاَ أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنينَ »


[44696]:في "النهي وهو تحريف واضح.
[44697]:نقله شهاب الدين السمين في الدر 4/448.