فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَا فِي قَرۡيَةٖ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتۡرَفُوهَآ إِنَّا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ كَٰفِرُونَ} (34)

لما قصّ سبحانه حال من تقدّم من الكفار أتبعه بما فيه التسلية لرسوله ، وبيان أن كفر الأمم السابقة بمن أرسل إليهم من الرسل هو كائن مستمرّ في الأعصر الأوّل ، فقال : { وَمَا أَرْسَلْنَا في قَرْيَةٍ } من القرى { مّن نَّذِيرٍ } ينذرهم ، ويحذرهم عقاب الله { إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا } أي رؤساؤها ، وأغنياؤها ، وجبابرتها ، وقادة الشرّ لرسلهم : { إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافرون } أي بما أرسلتم به من التوحيد والإيمان ، وجملة : { إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا } في محل نصب على الحال .

/خ42