الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{سَلَٰمٌ عَلَىٰ نُوحٖ فِي ٱلۡعَٰلَمِينَ} (79)

ثم ابتدأ فقال : " سلام على نوح " أي سلامة له من أن يذكر بسوء " في الآخرين " . قال الكسائي : وفي قراءة ابن مسعود " سلاما " منصوب ب " تركنا " أي تركنا عليه ثناء حسنا سلاما . وقيل : " في الآخرين " أي في أمة محمد صلى الله عليه وسلم . وقيل : في الأنبياء إذ لم يبعث بعده نبي إلا أمر بالاقتداء به . قال الله تعالى : " شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا " [ الشورى : 13 ] . وقال سعيد بن المسيب : وبلغني أنه من قال حين يسمي " سلام على نوح في العامين " لم تلدغه عقرب . ذكره أبو عمر في التمهيد . وفي الموطأ عن خولة بنت حكيم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من نزل منزلا فليقل أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق فإنه لن يضره شيء حتى يرتحل ) . وفيه عن أبي هريرة أن رجلا من أسلم قال : ما نمت هذه الليلة . فقال وسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أي شيء ) فقال : لدغتني عقرب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أما إنك لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك ) .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{سَلَٰمٌ عَلَىٰ نُوحٖ فِي ٱلۡعَٰلَمِينَ} (79)

{ سلام على نوح في العالمين } هذا التسليم من الله على نوح عليه السلام ، وقيل : إن هذه الجملة مفعول تركنا وهي محكية أي : تركنا هذه الكلمة ، تقال له يعني أن الخلق يسلمون عليه فيبتدأ بالسلام على القول الأول ، لا على الثاني والأول أظهر ومعنى في العالمين على القول الأول تخصيصه بالسلام عليه بين العالمين ، كما تقول : أحب فلانا في الناس أي : أحبه خصوصا من بين الناس ومعناه على القول الثاني : أن السلام عليه ثابت في العالمين ، وهذا الخلاف يجري حيث ما ذكر ذلك في هذه السورة .