الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ إِمَّا يَأۡتِيَنَّكُمۡ رُسُلٞ مِّنكُمۡ يَقُصُّونَ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِي فَمَنِ ٱتَّقَىٰ وَأَصۡلَحَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (35)

قوله تعالى : " يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم " شرط . ودخلت النون توكيدا لدخول " ما " . وقيل : ما صلة ، أي إن يأتكم . أخبر أنه يرسل إليهم الرسل منهم لتكون إجابتهم أقرب . والقصص اتباع الحديث بعضه بعضا . " آياتي " أي فرائضي وأحكامي .

قوله تعالى : " فمن اتقى وأصلح " شرط ، وما بعده جوابه ، وهو جواب الأول . أي وأصلح منكم ما بيني وبينه . " فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون " دليل على أن المؤمنين يوم القيامة لا يخافون ولا يحزنون ، ولا يلحقهم رعب ولا فزع . وقيل : قد يلحقهم أهوال يوم القيامة ، ولكن مآلهم الأمن . وقيل : جواب " إما يأتينكم " ما دل عليه الكلام ، أي فأطيعوهم " فمن اتقى وأصلح " والقول الأول قول الزجاج .