تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ إِمَّا يَأۡتِيَنَّكُمۡ رُسُلٞ مِّنكُمۡ يَقُصُّونَ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِي فَمَنِ ٱتَّقَىٰ وَأَصۡلَحَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (35)

الآية 35 وقوله تعالى : { يا بني آدم إما يأتينّكم رسل منكم } قال أهل التأويل : { إما يأتينّكم رسل منكم } [ سيأتيكم{[8294]} رسل منكم ، أو سوف يأتيكم{[8295]} { يقصّون عليكم آياتي } أي هداي كقوله تعالى : { فإما يأتينكم منّي هدى فمن اتّبع هداي فلا يضل ولا يشقى } [ طه : 123 ] وقوله تعالى : { فإما يأتينكم منّي هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون } [ البقرة : 38 ] .

فعلى ذلك { يقصّون عليكم آياتي } أي هداي { فمن اتّقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون } .

وتحتمل الآيات الحجج والبراهين التي يضطر أهلها إلى قبولها إلا من عاند ، وكابر { فمن اتقى } اتّقى الشرك { وأصلح } وآمن بالله ، وعمل صالحا{ فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون } .

وقوله تعالى : { فمن اتّقى } يحتمل اتّقى ما نهى الرسل ، أو اتّقى المهالك { وأصلح } في ما أمر به الرسل ، أو أصلح أمره وعمله { فلا خوف عليهم } في ذهاب ما أكرمهم به مولاهم ولا فوته ، لأن خوف الفوت مما ينغّص النعم { ولا هم يحزنون } [ من ]{[8296]} تبعاته وآفاته ، يخبر أن نعيم الآخرة على خلاف نعيم الدنيا .


[8294]:في الأصل وم: سيأتينكم.
[8295]:في الأصل وم: يأتينكم.
[8296]:ساقطة من الأصل وم.