بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ إِمَّا يَأۡتِيَنَّكُمۡ رُسُلٞ مِّنكُمۡ يَقُصُّونَ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِي فَمَنِ ٱتَّقَىٰ وَأَصۡلَحَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (35)

ثم قال :

{ يا بني آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ } وأصله إنْ ما ومعناه متى ما يأتيكم { رُسُلٌ مّنكُمْ } أي : من جنسكم { يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتي } أي يقرؤون عليكم ، ويعرضون عليكم كتابي { فَمَنِ اتقى وَأَصْلَحَ } أي : اتقى الشرك وأطاع الرسول وأصلح العمل ، يعني : { فمن اتقى } عما نهى الله عنه { وأصلح } أي : عمل بما أمر الله تعالى به { فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } يعني : لا خوف عليهم من العذاب ولا هم يحزنون من فوات الثواب . ويقال : { فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } فيما يستقبلهم { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } على ما خلفوا من الدنيا ويقال معناه إمَّا يأتينَّكم رسل منكم وأيقنتم { فَلاَ خَوْف عَلَيْكُمْ } فيما يستقبلكم ، فذكر الله ثواب من اتقى وأصلح .