قوله : { يا بني آدم إما ياتينكم رسل }[ 35 ] الآية .
آدم مشتق من أدمة الأرض ، وهو وجهها{[6]} .
قال وهب بن منبه في التوراة : إني خلقت آدم ، ركبت جسده من أربعة أشياء ثم جعلها{[7]} وارثه في ولده{[8]} ، تنمى في أجسادهم{[9]} ، وينمون عليها إلى يوم القيامة ، رطب ويابس وسخن وبارد ، وذلك لأني خلقته من تراب وماء وجعلت فيه نفسا وروحا ، فيبوسة جسده{[10]} من قبل التراب ، ورطوبته من قبل الماء ، وحرارته من قبل النفس ، وبرودته من قبل الروح ، ثم خلقت ( في ){[11]} الجسد بعد الخلق الأول أربعة أنواع من الخلق أخرى ، وهي مِلاك{[12]} الجسد وقوامه ، لا يقوم الجسد إلا بهذا ، ولا تقوم واحدة إلا بالأخرى{[13]} : المرة السوداء ، والمرة{[14]} الصفراء ، والدم ، والبلغم{[15]} . ثم أسكنت بعض هذا الخلق في بعض ، جعلت مسكن اليبوسة في المرة السوداء ، ومسكن الرطوبة في الدم ، ومسكن البرودة في البلغم ، ومسكن الحرارة في المرة الصفراء ، فأيما بدن اعتدلت به هذا اللفظ{[16]} الأربع ، وكانت كل واحدة منهن فيه ربعا لا تزيد ولا تنقص ، كملت صحته واعتدلت بنيته{[17]} ، فإن زادت واحدة منهن عليهن قهرتهن ، ومالت بهن ، دخل على أخواتها السقم من ناحيتها بقدر ما زادت ، وإن كانت{[18]} ناقصة ملن بها وعلونها ، وأدخلن عليها السقم من نواحيهن{[19]} . قال وهب : وجعل عقله في دماغه ، وتمييزه في كليتيه ، وغضبه في كبده{[20]} ، ومدامته{[21]} في قلبه ، ورغبته في رئته ، وضحكه في طحاله{[22]} ، وحزنه وفرحه في وجهه ، وجعل فيه ثلاث مائة وستين{[23]} مفصلا{[24]} .
ومعنى الآية : أنها تعريف من الله ، تعالى{[25]} ، ما لمن آمن بالرسل وأطاع ، وما لمن كفر وعصى ، فقال : { يا بني آدم/ إما{[26]}ياتينكم رسل منكم } ، أي : من أنفسكم{[27]} ، { يقصون عليكم آياتي }[ 35 ] ، أي : يتلون{[28]} ، { فمن اتقى وأصلح }[ 35 ] ، أي : آمن{[29]} ، وأصلح أعماله{[30]} ، { فلا خوف عليهم }[ 35 ] ، يوم القيامة{[31]} ، ولا حزن يلحقهم على ما فاتهم من دنياهم ، التي تركوها{[32]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.