الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ إِمَّا يَأۡتِيَنَّكُمۡ رُسُلٞ مِّنكُمۡ يَقُصُّونَ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِي فَمَنِ ٱتَّقَىٰ وَأَصۡلَحَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (35)

قوله : { يا بني آدم إما ياتينكم رسل }[ 35 ] الآية .

آدم مشتق من أدمة الأرض ، وهو وجهها{[6]} .

قال وهب بن منبه في التوراة : إني خلقت آدم ، ركبت جسده من أربعة أشياء ثم جعلها{[7]} وارثه في ولده{[8]} ، تنمى في أجسادهم{[9]} ، وينمون عليها إلى يوم القيامة ، رطب ويابس وسخن وبارد ، وذلك لأني خلقته من تراب وماء وجعلت فيه نفسا وروحا ، فيبوسة جسده{[10]} من قبل التراب ، ورطوبته من قبل الماء ، وحرارته من قبل النفس ، وبرودته من قبل الروح ، ثم خلقت ( في ){[11]} الجسد بعد الخلق الأول أربعة أنواع من الخلق أخرى ، وهي مِلاك{[12]} الجسد وقوامه ، لا يقوم الجسد إلا بهذا ، ولا تقوم واحدة إلا بالأخرى{[13]} : المرة السوداء ، والمرة{[14]} الصفراء ، والدم ، والبلغم{[15]} . ثم أسكنت بعض هذا الخلق في بعض ، جعلت مسكن اليبوسة في المرة السوداء ، ومسكن الرطوبة في الدم ، ومسكن البرودة في البلغم ، ومسكن الحرارة في المرة الصفراء ، فأيما بدن اعتدلت به هذا اللفظ{[16]} الأربع ، وكانت كل واحدة منهن فيه ربعا لا تزيد ولا تنقص ، كملت صحته واعتدلت بنيته{[17]} ، فإن زادت واحدة منهن عليهن قهرتهن ، ومالت بهن ، دخل على أخواتها السقم من ناحيتها بقدر ما زادت ، وإن كانت{[18]} ناقصة ملن بها وعلونها ، وأدخلن عليها السقم من نواحيهن{[19]} . قال وهب : وجعل عقله في دماغه ، وتمييزه في كليتيه ، وغضبه في كبده{[20]} ، ومدامته{[21]} في قلبه ، ورغبته في رئته ، وضحكه في طحاله{[22]} ، وحزنه وفرحه في وجهه ، وجعل فيه ثلاث مائة وستين{[23]} مفصلا{[24]} .

ومعنى الآية : أنها تعريف من الله ، تعالى{[25]} ، ما لمن آمن بالرسل وأطاع ، وما لمن كفر وعصى ، فقال : { يا بني آدم/ إما{[26]}ياتينكم رسل منكم } ، أي : من أنفسكم{[27]} ، { يقصون عليكم آياتي }[ 35 ] ، أي : يتلون{[28]} ، { فمن اتقى وأصلح }[ 35 ] ، أي : آمن{[29]} ، وأصلح أعماله{[30]} ، { فلا خوف عليهم }[ 35 ] ، يوم القيامة{[31]} ، ولا حزن يلحقهم على ما فاتهم من دنياهم ، التي تركوها{[32]} .


[6]:م: هذه الأشياء وسخرها.
[7]:م، ث: فكيف.
[8]:ساقط من أ.
[9]:أ: قال.
[10]:ساقط من أ.
[11]:في تنوير المقياس 509: "بقوتها وشدتها تقوم بحملها ولا يقوم غيرها".
[12]:أ: قال.
[13]:أ: للقطع.
[14]:انظر: المحرر 16/290.
[15]:- في ق: ح، ع3: تقضيت. وهو تصحيف.
[16]:- في ع2: تأليف. وهو تحريف.
[17]:- في ع2: ظهار. وهو تحريف.
[18]:- في ع2، ق، ع3: ناذر. وهو تصحيف.
[19]:- في ح: تصريف.
[20]:- في ع2، ق: ما.
[21]:- في ق: بروايته. وهو تحريف.
[22]:- في ع3: بالكتاب. وهو تحريف.
[23]:- وهو كتاب "مشكل إعراب القرآن".
[24]:- في ع3: بالكتاب. وهو تحريف.
[25]:- في ق، ح: تبين.
[26]:- في ع2، ح، ع3: فيه.
[27]:- في ع3: عني. وهو تحريف.
[28]:- في ق: من. وفي ح: على.
[29]:- في ق: دراسه.
[30]:- في ع2، ع3: كتاب الهداية.
[31]:- في ع2: لا أن.
[32]:- في ق: علوم.