فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ إِمَّا يَأۡتِيَنَّكُمۡ رُسُلٞ مِّنكُمۡ يَقُصُّونَ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِي فَمَنِ ٱتَّقَىٰ وَأَصۡلَحَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (35)

قوله : { يا بني آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ } الآية : إن هي الشرطية ، وما زائدة للتوكيد ، ولهذا لزمت الفعل النون المؤكدة . والقصص قد تقدّم معناه ، والمعنى : إن أتاكم رسل كائنون منكم يخبرونكم بأحكامي ويبينونها لكم ، { فَمَنِ اتقى وَأَصْلَحَ } أي اتقى معاصي الله ، وأصلح حال نفسه باتباع الرسل وإجابتهم { فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } وهذه الجملة الشرطية هي الجواب للشرط الأوّل . وقيل جوابه ما دلّ عليه الكلام ، أي إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي ، فأطيعوهم . والأوّل أولى .