وقوله تعالى : { إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ } : قد تقدَّم نظيره في البقرة . و " منكم " صفةٌ لرسل ، وكذلك " يَقُصُّون " وقُدِّم الجارُّ على الجملة لأنه أقربُ إلى المفردِ منها . وقوله " فَمَنْ " يُحتمل أن تكون " مَنْ " شرطيةً ، وأن تكونَ موصولةً . فإن كان الأولَ كانت هي وجوابُها جواباً للشرطِ الأول ، وهي مستقلةٌ بالجواب دون الجملة التي بعد جوابها ، وهي " والذين كَذَّبوا " ، وإن كان الثاني كانت هي وجوابُها والجملة المشار إليها كلاهما جواباً للشرط ، كأنه قَسَّم جوابَ قوله : " إمَّا يأتينَّكم " إلى مُتَّقٍ ومُكَذِّب وجزاء كل منهما . وقد تقدَّم تحقيقُ هذا في البقرة .
وحَذَفَ مفعولَيْ " اتَّقى وأصلحَ " اختصاراً للعِلْم بهما أي : اتَّقى ربَّه وأصلح عمله ، أو اقتصاراً أي : فَمَنْ كان من أهل التقوى والصلاح ، من غير نظرٍ إلى مفعول كقوله : { وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى } [ النجم : 48 ] ولكن لا بد من تقديرِ رابطٍ بين هذه الجملةِ وبين الجملةِ الشرطية ، والتقدير : فَمَنْ اتَّقى منكم والذين كَذَّبوا منكم .
وقرأ أُبَيُّ والأعرجُ " تأتينَّكم " بتاء مثناة من فوق ، نظراً إلى معنى جماعة الرسل ، فيكونُ قوله تعالى : " يَقُصُّون " بالياء من تحت حَمْلاً على المعنى ؛ إذ لو حُمل على اللفظ لقال : " تَقُصُّ " بالتأنيث أيضاً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.