الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{قَالَ ٱلۡمَلَأُ مِن قَوۡمِهِۦٓ إِنَّا لَنَرَىٰكَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (60)

الملأ : أشراف القوم ورؤساهم . وقد تقدم بيانه في " البقرة{[7207]} " . والضلال والضلالة : العدول عن طريق الحق ، والذهاب عنه . أي إنا لنراك في دعائنا إلى إله واحد في ضلال عن الحق . " أبلغكم " بالتشديد من التبليغ ، وبالتخفيف من الإبلاغ . وقيل : هما بمعنى واحد لغتان ، مثل كرمه وأكرمه . " وأنصح لكم " النصح : إخلاص النية من شوائب الفساد في المعاملة ، بخلاف الغش . يقال : نصحته ونصحت له نصيحة ونصاحة ونصحا . وهو باللام أفصح . قال الله تعالى : " وأنصح لكم " والاسم النصيحة . والنصيح الناصح ، وقوم نصحاء . ورجل ناصح الجيب أي نقي القلب . قال الأصمعي : الناصح الخالص من العسل وغيره . مثل الناصع . وكل شيء خلص فقد نصح . وانتصح فلان أقبل على النصيحة . يقال : انتصحني إنني لك ناصح . والناصح الخياط . والنصاح السلك يخاط به . والنصاحات أيضا الجلود . قال الأعشى :

فَتَرَى الشُّرْبَ نَشَاوَى كلَّهم *** مثل ما مُدَّتْ نِصاحاتُ الرُّبَحْ

الربح لغة في الربع ، وهو الفصيل . والربح أيضا طائر . وسيأتي لهذا زيادة معنى في " براءة{[7208]} " إن شاء الله تعالى .


[7207]:راجع ج 3 ص 243
[7208]:راجع ج 8 ص 226