إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{قَالَ ٱلۡمَلَأُ مِن قَوۡمِهِۦٓ إِنَّا لَنَرَىٰكَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (60)

{ قَالَ الملأ مِن قَوْمِهِ } استئنافٌ مبنيٌّ على سؤال نشأ من حكاية قولِه عليه الصلاة والسلام كأنه قيل : فماذا قالوا له عليه الصلاة والسلام في مقابلة نصحِه ؟ فقيل : قال الرؤساءُ من قومه والأشرافُ الذين يملأون صدورَ المحافل بإجرامهم والقلوبَ بجلالهم وهيبتِهم والأبصارَ بجمالهم وأُبّهتهم { إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضلال } أي ذهاب عن طريق الحقِّ والصواب ، والرؤيةُ قلبيةٌ ومفعولاها الضميرُ والظرفُ { مُبِينٍ } بيّنٌ كونُه ضلالاً .