اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{قَالَ ٱلۡمَلَأُ مِن قَوۡمِهِۦٓ إِنَّا لَنَرَىٰكَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (60)

قوله : " قَالَ المَلأ " .

قال ابن عطية{[16380]} : وقرأ ابن عامر : " المَلَؤُ " بواوٍ ، وهي كذلك في مصاحفِ الشَّامِ ، وهذه القراءةِ ليست مَشْهُورةٌ عنه قال المفسِّرُونَ{[16381]} : الملأ : الكبراء والسَّاداتُ الذين جعلَوا أنفسهم أضداد الأنبياء ، ويدلُّ على ذلك قوله : " مِنْ قَوْمِهِ " ؛ لأنَّهُ يقتضي التَّبْعِيضَ ، وذلك البَعْضُ لا بدَّ وأن يكونوا موصوفين بِصِفَةٍ لأجلها استحقُّوا هذا الوَصْفَ بأن يكونوا هم الذين يملئون صدور المَجَالس ، وتمتلىء القلوب من هَيْبَتِهِم ، وتمتلىءُ الأبصارُ من رُؤيتهم ، وهذه الصِّفاتُ لا تحصل إلا في الرُّؤسَاءِ .

قوله : " إنَّا لَنَرَاكَ " يجوزُ أن تكون الرُّؤيَةُ قلبية فتتعدى لاثنين ثانيهما " في ضلالِ " ، وأن تكون البَصريَّة وليس بظاهر فالجارُّ حال ، وجعل الضَّلالِ ظَرْفاً مبالغة في وصفهم له بذلكَ ، وزادوا في المبالغة أكَّدوا ذلك بأن صَدَّرُوا الجملة ب " إنَّ " وفي خبرها اللاَّم .


[16380]:ينظر: إعراب القراءات 1/193، وحجة القراءات 287، والعنوان 96.
[16381]:ينظر: تفسير الرازي 14/122.