لطائف الإشارات للقشيري - القشيري [إخفاء]  
{هُوَ ٱلَّذِي يُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ رِزۡقٗاۚ وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ} (13)

قوله جل جلاله : { هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ } .

يُريهم آياتِ فَضْلِه فيما يُلاطِفُهم ، ويريهم آياتِ قَهْرِه فيما يكاشفهم ، ويريهم آياتِ عَفْوِه إذا تَنَصَّلُوا ، وآياتِ جوده إذا توسَّلُوا ، وآياتِ جلالِه إذا هابوا فغابوا ، وآياتِ جمالِه إذا آبوا واستجابوا . { وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ رِزْقاً } لأبدانكم وهو توفيق المجاهدات ، ولقلوبكم وهو تحقيق المشاهدات ، ولأسراركم وهو فنون المواصلات والزيادات .

{ وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَن يُنِيبُ } : يرجع من العادة إلى العبادة ، ومن الشَّكِّ إلى اليقين ، ومن الخَلْقِ إلى الحقِّ ، ومن الجهل إلى العِلْم ، ومن النَّكرة إلى العرفان .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{هُوَ ٱلَّذِي يُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ رِزۡقٗاۚ وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ} (13)

قوله تعالى : { هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آَيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَنْ يُنِيبُ ( 13 ) } .

يبين الله للناس علامات قدرته البالغة وأنه الصانع المقتدر الحكيم . ومن آياته الدالة على ذلك : الريح والسحاب والرعد والبرق والصواعق ونحو ذلك .

قوله : { وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا } المراد بالرزق ههنا ، المطر ؛ فالله يأتي بالرزق بسبب المطر .

قوله : { وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَنْ يُنِيبُ } أي ما يتعظ وما يعتبر بآيات الله الكثيرة الدالة على عظمته وتوحيده وتفرِّده في الخلْق إلا من خشع قلبه لله ورجع عن الشرك والعصيان إلى الإيمان بالله وتوحيده وطاعته .