لطائف الإشارات للقشيري - القشيري [إخفاء]  
{بَلۡ عَجِبُوٓاْ أَن جَآءَهُم مُّنذِرٞ مِّنۡهُمۡ فَقَالَ ٱلۡكَٰفِرُونَ هَٰذَا شَيۡءٌ عَجِيبٌ} (2)

قوله جلّ ذكره : { بَلْ عَجِبُواْ أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ } .

{ مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ } : هو محمد صلى الله عليه وسلم .

والتعجُّبُ نوعٌ من تعبير النَّفْسِ عن استبعادها لأمرٍ خارج العادة لم يقع به عِلْمٌ من قَبْل . وقد مضى القولُ في إنكارهم للبعث واستبعادهم ذلك :

{ أَئذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ } .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{بَلۡ عَجِبُوٓاْ أَن جَآءَهُم مُّنذِرٞ مِّنۡهُمۡ فَقَالَ ٱلۡكَٰفِرُونَ هَٰذَا شَيۡءٌ عَجِيبٌ} (2)

واختلفوا في جواب هذا القسم ، فقال أهل الكوفة : جوابه : { بل عجبوا } وقيل : جوابه محذوف ، مجازه : والقرآن المجيد لتبعثن . وقيل : جوابه قوله :{ ما يلفظ من قول } . وقيل : قد علمنا ، وجوابات القسم سبعة : إن الشديدة كقوله :{ والفجر وليال عشر }( الفجر-1 ) { إن ربك لبالمرصاد }( الفجر-14 ) ، وما النفي كقوله : { والضحى ودعك ربك } ( الضحى ) ، واللام المفتوحة كقوله : { فوربك لنسألنهم أجمعين } ( الحجر-2 ) وإن الخفيفة كقوله تعالى تالله : { إن كنا لفي ضلال مبين } ( الشعراء-97 ) ، ولا كقوله : { وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت }( النحل-38 ) ، وقد كقوله تعالى : { والشمس وضحاها . قد أفلح من زكاها }( الشمس-1-7 ) ، وبل كقوله : { والقرآن المجيد } { بل عجبوا أن جاءهم منذر } مخوف ، { منهم } يعرفون نسبه وصدقه وأمانته ، { فقال الكافرون هذا شيء عجيب } غريب .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{بَلۡ عَجِبُوٓاْ أَن جَآءَهُم مُّنذِرٞ مِّنۡهُمۡ فَقَالَ ٱلۡكَٰفِرُونَ هَٰذَا شَيۡءٌ عَجِيبٌ} (2)

وقوله : { بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم } أي عجب هؤلاء المشركون السفهاء من أن يأتيهم رسول من جنسهم يبلغهم رسالة ربهم ولم يأتهم ملك من الملائكة بهذه الوجيبة { فقال الكافرون هذا شيء عجيب } عجبوا مما جاءهم به من دعوة للإيمان بالله وحده والإيمان بيوم البعث والنشور والحساب . رأوا مثل هذه الحقائق أمرا يتعجب منه . وقيل : كان عجبهم أن يبعث الله إليهم رسولا من البشر وليس من الملائكة .