لطائف الإشارات للقشيري - القشيري [إخفاء]  
{فَهُوَ فِي عِيشَةٖ رَّاضِيَةٖ} (21)

القومُ - غداً - في عيشةٍ راضية أي مرضية لهم ، وهؤلاء القوم – اليوم – في عيشة راضية ، والفرق بينهما أنهم – غدا – في عيشة راضية لأنه قد قُضِيَتْ أوطارُهم ، وارتفعت مآربُهم ، وحصلت حاجاتُهم ، وهم - اليومَ - في عيشةٍ راضية إذ كَفُّوا مآرِبَهم فَدَفَعَ عن قلوبهم حوائجَهم ؛ فليس لهم إرادةُ شيءٍ ، ولا تَمَسُّهم حاجةٌ . وإنما هم في رَوْح الرضا . . . فعَيْشُ أولئك في العطاء ، وعَيْشُ هؤلاء في الرضاء ؛ لأنه إذا بدا عِلْمٌ من الحقيقة أو معنًى من معانيها فلا يكون ثمة حاجة ولا سؤال . ويقال لأولئك غداً ، ويقال لهؤلاء : اسمعوا واشهدوا . . . اسمعوا منَّا . . . وانظروا إلينا ، واستأنِسوا بقُرْبنا ، وطالعوا جمالَنا وجلالَنا . . . فأنتم بنا ولنا .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَهُوَ فِي عِيشَةٖ رَّاضِيَةٖ} (21)

{ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ } أي : جامعة لما تشتهيه الأنفس ، وتلذ الأعين ، وقد رضوها ولم يختاروا عليها غيرها .