السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَهُوَ فِي عِيشَةٖ رَّاضِيَةٖ} (21)

{ فهو في عيشة } أي : حالة من العيش ، وقوله تعالى : { راضية } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : أنه على النسب ، أي : ذات رضا نحو لابن وتامر لصاحب اللبن والتمر ، أي : ثابت لها الرضا ودائم لها ؛ لأنها في غاية الحسن والكمال ، والعرب لا تعبر عن أكبر السعادات بأكثر من العيشة لراضية بمعنى أن أهلها راضون بها ، والمعتبر في كمال اللذة الرضا .

الثاني : أنه على إظهار جعل العيشة راضية لمحلها وحصولها في مستحقها ، وأنه لو كان للعيشة عقل لرضيت لنفسها بحالتها .

الثالث : قال أبو عبيدة والفراء : إن هذا مما جاء فيه فاعل بمعنى : مفعول نحو : ماء دافق بمعنى : مدفوق ، كما جاء مفعول بمعنى : فاعل كما في قوله تعالى : { حجاباً مستوراً } [ الإسراء : 45 ] ، أي : ساتراً وقال صلى الله عليه وسلم «إنهم يعيشون فلا يموتون أبداً ويصحون فلا يمرضون أبداً وينعمون فلا يرون بأساً أبداً ويشبون فلا يهرمون أبداً » .