اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَهُوَ فِي عِيشَةٖ رَّاضِيَةٖ} (21)

قوله : { رَّاضِيَةٍ } ، فيها ثلاثة أوجه :

أحدها : أنه على المجاز جعلت العيشة راضية ؛ لمحلها في مستحقيها ، وأنها لا حال أكمل من حالها ، والمعنى في عيش يرضاه لا مكروه فيه .

الثاني : أنه على النَّسب ، أي : ذات رضا ، نحو : «لابنٌ وتامرٌ » لصاحب اللَّبن والتَّمْرِ والمعنى : ذات رضا يرضى بها صاحبها .

الثالث : قال أبو عبيدة والفراء : إنه مما جاء فيه «فاعل » بمعنى مفعول نحو : { مَّاءٍ دَافِقٍ }[ الطارق : 6 ] ، أي : مدفوق ، كما جاء مفعول بمعنى فاعل ، كقوله : { حِجَاباً مَّسْتُوراً }[ الإسراء : 45 ] ، أي : ساتراً .

فصل في تنعم أهل الجنة .

قال عليه الصلاة والسلام : «إنَّهُم يَعِيشون فلا يَمُوتُون أبداً ، ويصحُّونَ فلا يَمْرضُونَ أبداً ، وينعَمُونَ فلا يَرَوْنَ بأساً أبَداً ويَشِبُّونَ فلا يَهْرمُونَ أبداً »{[57801]} .


[57801]:أخرجه مسلم (2737) والترمذي (3241).