لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{وَهَٰذَا صِرَٰطُ رَبِّكَ مُسۡتَقِيمٗاۗ قَدۡ فَصَّلۡنَا ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَذَّكَّرُونَ} (126)

الصراطُ المستقيمُ إقامة العبودية عند تحقق الربوبية فهو فرق مؤيَّدٌ بجمع ، وجمعٌ مقيدٌ بشرع ، وإثباتٌ للعرفان بغاية الوسع ، ونبو عن المخالفات بغاية الجهد ، والتحقق بأنَّ المُجْرِي واحدٌ لا شريك له ، ثم تركُ الاعتماد ونفي الاستناد ، لا على ( حركاته ) يعتمد ، ولا إلى سكناته يستند ، ( بل ) ينتظر ما يفتح به التقدير ، فإِن زاغَ صاحبُ الاستقامة لحظةً ، والتفت يمنةً أو يسرةً سقط سقوطاً لا ينتعش .