البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَهَٰذَا صِرَٰطُ رَبِّكَ مُسۡتَقِيمٗاۗ قَدۡ فَصَّلۡنَا ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَذَّكَّرُونَ} (126)

{ وهذا صراط ربك مستقيماً } الإشارة بقوله : { وهذا } إلى القرآن والشرع الذي جاء به الرسول قاله ابن عباس ، أو القرآن قاله ابن مسعود ، أو التوحيد قاله بعضهم ، أو ما قرره في الآيات المتقدّمة في هذه الآية وفي غيرها من سبل الهدى وسبل الضلالة .

وقال الزمخشري : { وهذا صراط ربك } طريقه الذي اقتضته الحكمة وعادته في التوفيق والخذلان ونحو منه قول إسماعيل الضرير يعني هذا صنع ربك و { هذا } إشارة إلى الهدى والضلال ، وأضيف الصراط إلى الرب على جهة أنه من عنده وبأمره { مستقيماً } لا عوج فيه وانتصب { مستقيماً } على أنه حال مؤكدة .

{ قد فصلنا الآيات } أي بيناها ولم نترك فيها إجمالاً ولا التباساً .

{ لقوم يذكرون } يتدبرون بعقولهم وكأن الآيات كانت شيئاً غائباً عنهم لم يذكروها فلما فصلت تذكروها .