لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمۡ يَكُ مُغَيِّرٗا نِّعۡمَةً أَنۡعَمَهَا عَلَىٰ قَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ} (53)

إذا أَنْعَمَ الحقُّ - سبحانه - على قوم نِعمةً وأراد إمهالهم أكرمهم بتوفيق الشكر ، فإذا شكروا نعمته فبقدر الشكر دامت فيهم .

وإذا أراد - سبحانه - إزالةَ نعمةٍ عن عبدٍ أَذَلَّه بخذلان الكفر ، فإذا حَالَ عن طريق الشكر عرَّض النِّعمة للزوال . فما دام العبدُ يشكر النعمة مقيماً كان الحقُّ في إنعامه عليه مُديماً ، فإذا قابل النعمة بالكفر انتثر سِلْكُ نظامه ، فبقدر ما يزيد في إصراره يزول الأمر عن قراره .