الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمۡ يَكُ مُغَيِّرٗا نِّعۡمَةً أَنۡعَمَهَا عَلَىٰ قَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ} (53)

وقوله سبحانه : { ذلك بِأَنَّ الله لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا على قَوْمٍ حتى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ } [ الأنفال : 53 ] .

معنى هذه الآية إِخبارٌ من اللَّه سبحانه ، إِذا أنعم على قومٍ نعمةً ، فإِنه بلُطْفه ورحمته لا يبدأُ بتغييرها وتنْكِيدها ، حتى يجيءَ ذلك منْهم ؛ بأنْ يغيِّروا حالهم الَّتي تُرَادُ ، أو تَحْسُنُ منهم ، فإِذا فعلوا ذلك ، غيَّر اللَّه نعمته عنْدَهم بِنِقْمته منْهم ، ومثالُ هذه نِعْمَةُ اللَّه عَلَى قُرَيْشٍ بنبيِّنا محمَّد صلى الله عليه وسلم ، فكَفَروا به ، فغيَّر اللَّه تلك النعمة ، بأنْ نقلها إِلى غيرهم من الأنصار ، وأَحَلَّ بهم عقوبَتَهُ .