قوله تعالى : { ذلك } العذاب الذي نزل بهم ، { بِأَنَّ الله لَمْ يَكُ مُغَيّراً نّعْمَةً أَنْعَمَهَا على قَوْمٍ حتى يُغَيّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } في الدين والنعم ؛ فإذا غيّروا ، غيّر الله عليهم ما بهم من النعم ؛ وهذا قول الكلبي . وروى أسباط ، عن السدي في قوله { لَمْ يَكُ مُغَيّراً نّعْمَةً أَنْعَمَهَا على قَوْمٍ } قال : أنعم الله تعالى بمحمد صلى الله عليه وسلم على أهل مكة وكفروا به ، فنقله إلى الأنصار ؛ ويقال : أطعمهم من جوع ، وأمنهم من خوف ، فلم يشكروا ، فجعل لهم مكان الأمن الخوف ، ومكان الرخاء الجوع . وهذا كقوله : { وَضَرَبَ الله مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ ءَامِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ الله فَأَذَاقَهَا الله لِبَاسَ الجوع والخوف بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ } [ النحل : 112 ] . وقال الضحاك : ما عذب الله قوماً قط وسلبهم النعم ، ولا فرق بينهم وبين العافية ، حتى كذبوا رسلهم ؛ فلما فعلوا ذلك ألزمهم الذل وسلبهم العز ، فذلك قوله تعالى : { ذلك بِأَنَّ الله لَمْ يَكُ مُغَيّراً نّعْمَةً أَنْعَمَهَا على قَوْمٍ حتى يُغَيّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } ثم قال : { وَأَنَّ الله سَمِيعٌ عَلِيمٌ } { سميع } لمقالتهم ، { عليم } بأفعالهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.