وقوله تعالى : ( ذلك ) أي ذلك العذاب والعقاب الذي ذكره ( بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ) .
قال قائلون : النعمة التي أنعمها عليهم هم الرسل الذين [ في الأصل وم : التي ] بعثهم إليهم والكتب التي أنزلها عليهم ( لم يك مغيرا ) لتلك النعم ( حتى يغيروا ما بأنفسهم ) [ من التكذيب ][ في الأصل وم : بالتكذيب ] والرد وترك القبول ، وهو كقوله تعالى : ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )[ الإسراء : 15 ] وقوله تعالى : ( وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلوا عليهم آياتنا )الآية[ القصص : 59 ] .
وقال قائلون : قوله تعالى : ( لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ) أي حتى يصرفوا شكر نعمة إلى غير الله ، ويعبدوا[ في الأصل وم : ويعبدون ] دونه ؛ أي يغيروا[ أدرج قبلها في الأصل وم : لا ] ما بأنفسهم ؛ يعبدون غير الله ، ويشكرون غير الذي أنعم عليهم . فعند ذلك يغير[ في الأصل وم : غير ] الله ما بهم من النعمة . وكذلك قال ابن عباس : [ تغيير ][ ساقطة من الأصل وم ] نعمة من النعم أن يتولوا[ في الأصل وم : تولوا ] عن شكرها يغيرها الله عليهم ، ويأخذها منهم .
وقوله تعالى : ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ) يخرج على وجهين :
أحدهما : النعمة الدنياوية : لا تتغير تلك عليهم إلا بتغيير من قبلهم : إما بترك الشكر[ في الأصل وم : الشرك ] وإما بصرفه إلى غير الذي أنعمها عليهم ، ولو غيرت عليهم ببذل فليس ذلك في الحقيقة تغييرا[ في الأصل وم : تغيير ] .
[ والثاني : تحتمل النعمة[ النعمة ][ ساقطة من الأصل وم ] الدينية ؛ وهي[ في الأصل وم : وهو ] تكذيبهم الرسل وردهم الكتب بعدما أقسموا أنهم يكونون ( أهدى من إحدى الأمم )[ فاطر : 42 ] واختيارهم الشرك والكفر على الإسلام والتوحيد . فإذا اختاروا تغيير[ في الأصل وم التغيير ] ذلك غير عليهم ][ أدرج هذا الوجه في الأصل وم : بعد العبارة : وأخذ منهم ] .
[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( وأن الله سميع عليم ) قيل : أي ( سميع ) لشكر من يشكره ، ويحمده ( عليم ) لزيادة النعمة إذا شكر .
ويحتمل : ( سميع ) أي مجيب عليهم بمصالحهم/203-أ/ ويحتمل أنه ( سميع ) لما أسروا من القول ، وجهروا به ( عليم ) بما أضمروا من العمل والشرور .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.