الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمۡ يَكُ مُغَيِّرٗا نِّعۡمَةً أَنۡعَمَهَا عَلَىٰ قَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ} (53)

قوله : { ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم }[ 53 ] ، الآية .

{ ذلك } : في موضع نصب ، على معنى : فعلنا ذلك{[27630]} .

ويجوز أن يكون في موضع رفع ، على معنى : هذا ذلك{[27631]} .

وقوله : { بأن الله } : في موضع رفع أو نصب عطف على : { ذلك } .

والمعنى : فعلنا ذلك بمشركي قريش ببدر بذنوبهم ، بأنهم غيّروا نعم الله عليهم ، وهو محمد صلى الله عليه وسلم ، يخرجهم من الظلمات إلى النور ، وتغييرهم لها هو كفرهم بما أتاهم{[27632]} به ، وإخراجه من بين أظهرهم ، وحربهم إياه{[27633]} .

قال السدي " نعمة الله " على قريش : محمد صلى الله عليه وسلم كفروا بها ، فنقله الله إلى الأنصار{[27634]} .

{ سميع عليم }[ 53 ] : تمام{[27635]} ، إن جعلت المعنى فيما بعده : عادتهم كعادة فرعون{[27636]} ، فتضمر مبتدأ تكون " الكاف " خبره{[27637]} .

وإن جعلت { كدأب }[ 54 ] متعلقة بقوله : { حتى يغيروا ما بأنفسهم }[ 53 ] لم تقف على : { سميع عليم } .

ويكون التقدير/ في التعليق : { حتى يغيروا ما بأنفسهم } ، كعادة آل فرعون في التغيير{[27638]} والإهلاك{[27639]} .


[27630]:انظر: تفسير الرازي 8/184.
[27631]:انظر: معاني القرآن للفراء 1/413، والمحرر الوجيز 2/541، والبحر المحيط 4/502، والدر المصون 3/427.
[27632]:في الأصل: أتاهم، وهو تحريف.
[27633]:جامع البيان 14/19، بتصرف.
[27634]:جامع البيان 14/20، وتفسير ابن أبي حاتم 5/1718، والدر المنثور 4/81، وفتح القدير 2/354.
[27635]:وهو وقف جائز في القطع والإئتناف 354، ومنار الهدى 160، وصالح في المقصد 160.
[27636]:القطع والإئتناف 354.
[27637]:الكشاف 2/218.
[27638]:في الأصل: في التعيير، بعين مهملة، وهو تصحيف.
[27639]:القطع والإئتناف 354، بتصرف.