في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أَوۡ تَقُولَ حِينَ تَرَى ٱلۡعَذَابَ لَوۡ أَنَّ لِي كَرَّةٗ فَأَكُونَ مِنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (58)

( أو تقول حين ترى العذاب : لو أن لي كرة فأكون من المحسنين ) . .

وهي أمنية لا تنال . فإذا انتهت هذه الحياة فلا كرة ولا رجوع . وها أنتم أولاء في دار العمل . وهي فرصة واحدة إذا انقضت لا تعود . وستسألون عنها مع التبكيت والترذيل :

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{أَوۡ تَقُولَ حِينَ تَرَى ٱلۡعَذَابَ لَوۡ أَنَّ لِي كَرَّةٗ فَأَكُونَ مِنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (58)

وقد قرر بعض الناس الكلام : أنه لي أن أكر فأكون ، ذكره الطبري ، وهذا الكون في هذه الآية داخل في التمني{[9921]} .


[9921]:ما ذكره الطبري هنا هو نفس كلام الفراء في (معاني القرآن)، قال:"وفي نصب قوله:[فأكون] وجهان: أحدهما أن يكون نصبه على أنه جواب(لو)، والثاني على الرد على موضع الكرّة، وتوجيه الكرة في المعنى إلى: لو أن لي أن أكرّ". هذا وفي الأصول سقط من النساخ بعض الكلام الذي نقله عن الطبري، وقد صححناه عن الطبري والفراء. وقد قال في البحر تعقيبا على الرأيين في نصب[فأكون]:"والفرق بينهما أن الفاء إذا كانت في جواب التمني كانت(أن) واجبة الإضمار، وكان الكون مترتبا على حصول المتمنى لا متمنى، وإذا كانت للعطف على [كرة] جاز إظهار(أن)وإضمارها، وكان متمنى". تأمل هذا وتأمل كلام ابن عطية تعقيبا على رأي الطبري، فإنه جعل(الكون) في الآية داخلا في التمني.