في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَبَشَّرۡنَٰهُ بِغُلَٰمٍ حَلِيمٖ} (101)

69

واستجاب الله دعاء عبده الصالح المتجرد ، الذي ترك وراءه كل شيء ، وجاء إليه بقلب سليم . .

( فبشرناه بغلام حليم ) . .

هو إسماعيل - كما يرجح سياق السيرة والسورة - وسنرى آثار حلمه الذي وصفه ربه به وهو غلام . ولنا أن نتصور فرحة إبراهيم الوحيد المفرد المهاجر المقطوع من أهله وقرابته . لنا أن نتصور فرحته بهذا الغلام ، الذي يصفه ربه بأنه حليم .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَبَشَّرۡنَٰهُ بِغُلَٰمٍ حَلِيمٖ} (101)

قوله تعالى : { فبشرناه بغلام حليم } قيل : بغلام في صغره ، حليم في كبره ، ففيه بشارة أنه نبي وأنه يعيش فينتهي في السن حتى يوصف بالحلم .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{فَبَشَّرۡنَٰهُ بِغُلَٰمٍ حَلِيمٖ} (101)

{ فبشرناه بغلام حليم } أي : عاقل واختلف الناس في هذا الغلام المبشر به في هذا الموضع وهو الذبيح ، هل هو إسماعيل أو إسحاق فقال ابن عباس وابن عمر . وجماعة من التابعين : هو إسماعيل وحجتهم من ثلاثة أوجه :

الأول : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أنا ابن الذبيحين " يعني إسماعيل عليه السلام ووالده عبد الله حين نذر والده عبد المطلب أن ينحره إن يسر الله له أمر زمزم ففداه بمائة من الإبل .

الثاني : أن الله تعالى قال : بعد تمام قصة الذبيح { وبشرناه بإسحاق } فدل ذلك على أن الذبيح غيره .

الثالث : أنه روي : أن إبراهيم جرت له قصة الذبح بمكة وإنما كان معه بمكة إسماعيل وذهب علي بن أبي طالب وابن مسعود وجماعة من التابعين إلى أن الذبيح إسحاق وحجتهم من وجهين :

الأول : أن البشارة المعروفة لإبراهيم بالوادي إنما كانت بإسحاق لقوله : { فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب } [ هود : 71 ] .

الثاني : أنه روي : أن يعقوب كان يكتب من يعقوب إسرائيل الله ابن إسحاق ذبيح الله .