في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ٱذۡهَبۡ أَنتَ وَأَخُوكَ بِـَٔايَٰتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكۡرِي} (42)

فامض لما اصطنعتك له :

( اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري . اذهبا إلى فرعون إنه طغى . فقولا له : قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ) . .

اذهب أنت وأخوك مزودين بآياتي وقد شهد منها آية العصا وآية اليد –

ولا تنيا في ذكري فهو عدتكما وسلاحكما وسندكما الذي تأويان منه إلى ركن شديد . .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{ٱذۡهَبۡ أَنتَ وَأَخُوكَ بِـَٔايَٰتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكۡرِي} (42)

{ اذهب أنت وأخوك بآياتي } بمعجزاتي . { ولا تنيا } ولا تفترا ولا تقصرا ، وقرئ " تنيا " بكسر التاء " في ذكري " لا تنسياني حيثما تقلبتما . وقيل في تبليغ ذكري والدعاء إليّ .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{ٱذۡهَبۡ أَنتَ وَأَخُوكَ بِـَٔايَٰتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكۡرِي} (42)

رجوع إلى المقصد بعد المحاورة ، فالجملة بيان لجملة : { اذهب إلى فرعون إنه طغى } ، أو هي استئناف بياني لأن قوله : { واصطنعتُك لنفسي } [ طه : 41 ] يؤذن بأنه اختاره وأعدّه لأمر عظيم ، لأنّ الحكيم لا يتّخذ شيئاً لنفسه إلاّ مريداً جعلَه مظهراً لحكمته ، فيترقب المخاطب تعيينها ، وقد أمره هنا بالذهاب إلى فرعون وأن يذهب أخوه معه . ومعنى ذلك أنه يبلّغ أخاه أن الله أمره بمرافقته ، لأنّ هارون لم يكن حاضراً حين كلّم الله موسى في البقعة المباركة من الشجرة . ولأنه لم يكن الوقت وقت الشروع في الذهاب إلى فرعون ، فتعيّن أن الأمر لطلب حصول الذهاب المستقبل عند الوصول إلى مصر بلد فرعون وعند لقائه أخاه هارون وإبلاغه أمر الله إياه ، فقرينة عدم إرادة الفور هنا قائمة .

والباء للمصاحبة لقصد تطمين موسى بأنّه سيكون مصاحباً لآيات الله ، أي الدلائل التي تدلّ على صدقه لدى فرعون .

ومعنى { ولاَ تَنِيَا } لا تضعُفا . يقال : ونَى ينِي ونَىً ، أي ضعف في العمل ، أي لا تنِ أنت وأبلغ هارون أن لا يني ، فصيغة النهي مستعملة في حقيقتها ومجازها .