فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱذۡهَبۡ أَنتَ وَأَخُوكَ بِـَٔايَٰتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكۡرِي} (42)

{ اذهب أنت وأخوك } أي وليذهب أخوك حسبما طلبت وهو كلام مستأنف مسوق لبيان ما هو المقصود من الاصطناع وفيه اختصار لما ذكر المذهوب في قوله اذهبا إلى فرعون وحذفه هنا .

{ بآياتي } أي بمعجزاتي التي جعلتها لك آية وهي اليد والعصا فقط وعليه أكثر المفسرين وقيل هي التسع الآيات وفيه نظر والباء للمصاحبة أي مصحوبين بها متمسكين بها في إجراء أحكام الرسالة وإكمال أمر الدعوة وليست المتعدية إذ ليس المراد مجرد ذهابهما وإيصالها إلى فرعون .

{ ولا تنيا } أي لا تضعفا ولا تفترا يقال ونى يني ونيا إذا ضعف وتوانى في الأمر توانيا لم يبادر إلى ضبطه ولم يهتم به فهو متوان أي غير مهتم ولا محتفل .

{ في ذكري } قال الفراء هذا وعن ذكري سواء ، والمعنى لا تقتصرا عن ذكري بالإحسان إليكما والإنعام عليكما ، ومن ذكر النعمة شكرها ، وقيل المعنى لا تبطيا في تبليغ رسالتي ، وفي قراءة ابن مسعود لا تهنا في ذكري .