تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ٱذۡهَبۡ أَنتَ وَأَخُوكَ بِـَٔايَٰتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكۡرِي} (42)

الآية 42 : وقوله تعالى : { اذهب أنت وأخوك بآياتي } هو ما ذكرنا .

وقوله تعالى : { ولا تنيا في ذكري } أي لا تضعفا [ في الدعاء ] {[12258]} إلى ديني وتوحيدي . وفي حرف عبد الله بن مسعود : ولا تهنا{[12259]} في ذكري ، في البلاغ إلى فرعون { إنه طغى } أمرهما ألا يقصرا ، ولا يعجزا في تبليغ الرسالة إليه والدعاء إلى دينه حين{[12260]} قال : { اذهبا إلى فرعون أنه طغى } { فقولا له قولا لينا } [ طه : 43 و44 ] .

قال أبو عوسجة : { ولتصنع على عيني } أي تربى بعيني . وسئل عن العين ، فقال : العين العلم هاهنا ، والعين في غير هذا المال . والعين الأديم المُنْخَرِقُ . والعين المصدر من عان يعين ، فهو عاين ، والمفعول به معيون إذا أصابه بعين . والعين الحقيقة كقولك : هذا بعينه ، أي بحقيقته . قال : والعينة السلف ومثله . وقوله : { واصنع الفلك بأعيننا } [ هود : 37 والمؤمنون : 27 ] [ أي بعلمنا . وقوله ] {[12261]} { على من يكفله } أي يضمه ، ويضمنه .

وقال أبو عوسجة : { ثم جئت على قدر يا موسى } أي وقت المجيء { واصطنعتك لنفسي } أي أخلصتك نفسي { ولا تنيا في ذكري } أي لا تقصرا ، ولا تعجزا . والله أعلم .


[12258]:ساقطة من الأصل وم.
[12259]:انظر المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ج10/33.
[12260]:في الأصل وم: حيث.
[12261]:ساقطة من الأصل وم