وقوله تعالى : { اذهب أَنتَ وَأَخُوكَ } أي وليذهبْ أخوك حسبما استدعيتَ ، استئنافٌ مَسوق لبيان ما هو المقصودُ بالاصطناع { بآياتي } أي بمعجزاتي التي أرَيتُكَها من اليد والعصا فإنهما وإن كانتا اثنتين لكن في كل منهما آياتٌ شتى كما في قوله تعالى : { فِيهِ آيات بينات مَّقَامُ إبراهيم } فإن انقلاب العصا حيواناً آيةٌ ، وكونَها ثعباناً عظيماً لا يقادَر قدرُه آيةٌ أخرى ، وسرعةَ حركتِه مع عِظم جِرْمه آيةٌ أخرى ، وكونَه مع ذلك مسخراً له عليه السلام بحيث كان يُدخل يده في فمه فلا يضره آيةٌ أخرى ، ثم انقلابُها عصاً آيةٌ أخرى ، وكذلك اليدُ فإن بياضها في نفسه آيةٌ وشعاعَها آيةٌ ، ثم رجوعُها إلى حالتها الأولى آيةٌ أخرى . والباء للمصاحبة لا للتعدية إذ المراد ذهابُهما إلى فرعون ملتبسين بالآيات متمسّكين بها في إجراء أحكامِ الرسالة وإكمالِ أمر الدعوة لا مجردُ إذهابِها وإيصالها إليه { وَلاَ تَنِيَا } لا تفتُرا ولا تقصّرا ، وقرئ لا تِنيا بكسر التاء للاتباع { في ذِكْرِى } أي بما يليق بي من الصفات الجليلةِ والأفعال الجميلة عند تبليغِ رسالتي والدعاءِ إليّ ، وقيل : المعنى لا تنيا في تبليغ رسالتي فإن الذكرَ يقع على جميع العبادات وهو أجلُّها وأعظمُها ، وقيل : لا تنسَياني حيثما تقلبتما واستمِدّا بذكري العونَ والتأييدَ واعلما أن أمراً من الأمور لا يتأتى ولا يتسنّى إلا بذكري .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.