فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ٱذۡهَبۡ أَنتَ وَأَخُوكَ بِـَٔايَٰتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكۡرِي} (42)

{ اذهب أَنتَ وَأَخُوكَ } أي وليذهب أخوك ، وهو كلام مستأنف مسوق لبيان ما هو المقصود من الاصطناع ، ومعنى { بآياتي } : بمعجزاتي التي جعلتها لك آية ، وهي التسع الآيات . { وَلاَ تَنِيَا فِي ذِكْرِي } أي لا تضعفا ولا تفترا ، يقال : ونى يني ونياً : إذا ضعف . قال الشاعر :

فما ونى محمد مذ أن غفر *** له الإله ما مضى وما غبر

وقال امرؤ القيس :

يسيح إذا ما السابحات على الوني *** أثرن غباراً بالكديد الموكل

قال الفراء : في ذكري وعن ذكري سواء ، والمعنى : لا تقصرا عن ذكري بالإحسان إليكما ، والإنعام عليكما وذكر النعمة شكرها . وقيل : معنى { لا تنيا } : لا تبطئا في تبليغ الرسالة ، وفي قراءة ابن مسعود «لا تَنِيَا فِي ذِكْرِي » .

/خ44