في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{رَبِّ ٱجۡعَلۡنِي مُقِيمَ ٱلصَّلَوٰةِ وَمِن ذُرِّيَّتِيۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلۡ دُعَآءِ} (40)

28

ويعقب على الشكر بدعاء الله أن يجعله مديما للشكر . الشكر بالعبادة والطاعة فيعلن بهذا تصميمه على العبادة وخوفه أن يعوقه عنها عائق ، أو يصرفه عنها صارف ، ويستعين الله على إنفاذ عزيمته وقبول دعائه :

( رب اجعلني مقيم الصلاة . ومن ذريتي . ربنا وتقبل دعاء ) . .

وفي ظل هذا الدعاء تبدو المفارقة مرة أخرى في موقف جيرة البيت من قريش . وهذا إبراهيم يجعل عون الله له على إقامة الصلاة رجاء يرجوه ، ويدعو الله ليوفقه إليه . وهم ينأون عنها ويعرضون ، ويكذبون الرسول الذي يذكرهم بما كان إبراهيم يدعو الله أن يعينه عليه هو وبنيه من بعده !

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{رَبِّ ٱجۡعَلۡنِي مُقِيمَ ٱلصَّلَوٰةِ وَمِن ذُرِّيَّتِيۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلۡ دُعَآءِ} (40)

{ رب اجعلني مقيم الصلاة } معدلا لها مواظبا عليها . { ومن ذريتي } عطف على المنصوب في { اجعلني } ، والتبعيض لعلمه بإعلام الله أو استقراء عادته في الأمم الماضية أن يكون في ذريته كفار . { ربنا وتقبّل دعاء } واستجب دعائي أو وتقبل عبادتي .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{رَبِّ ٱجۡعَلۡنِي مُقِيمَ ٱلصَّلَوٰةِ وَمِن ذُرِّيَّتِيۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلۡ دُعَآءِ} (40)

وقوله : { رب اجعلني مقيم الصلاة } ، دعا إبراهيم عليه السلام في أمر كان مثابراً عليه متمسكاً به ، ومتى دعا الإنسان في مثل هذا فإنما القصد إدامة الأمر واستمراره .

وقرأ طلحة والأعمش «دعاء ربنا » بغير ياء . وقرأ أبو عمرو وابن كثير «دعائي » بياء ساكنة في الوصل ، وأثبتها بعضهم دون الوقف في الوصل . وقرأ نافع وابن عامر وحمزة والكسائي بغير ياء في وصل ولا وقف . وروى ورش عن نافع : إثبات الياء في الوصل .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{رَبِّ ٱجۡعَلۡنِي مُقِيمَ ٱلصَّلَوٰةِ وَمِن ذُرِّيَّتِيۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلۡ دُعَآءِ} (40)

جملة مستأنفة من تمام دعائه . وفعل { اجعلني } مستعمل في التكوين ، كما تقدم آنفاً ، أي اجعلني في المستقبل مقيم الصلاة .

والإقامة : الإدامة ، وتقدم في صدر سورة البقرة .

{ ومن ذريتي } صفة لموصوف محذوف معطوف على ياء المتكلم . والتقدير واجعل مقيمين للصلاة من ذريتي .

و { من } ابتدائة وليست للتبعيض ، لأن إبراهيم عليه السلام لا يسأل الله إلا أكمل ما يحبه لنفسه ولذريته . ويجُوز أن تكون { من } للتبعيض بناءً على أن الله أعلمه بأن يكون من ذريته فريق يقيمون الصلاة وفريق لا يقيمونها ، أي لا يؤمنون . وهذا وجه ضعيف لأنه يقتضي أن يكون الدعاء تحصيلاً لحاصل ، وهو بعيد ، وكيف وقد قال : { واجنبني وبني أن نعبد الأصنام } [ سورة إبراهيم : 35 ] ولم يقل : ومن بَنِيّ .

ودعاؤه بِتَقَبل دعائه ضراعة بعد ضراعة .

وحُذفت ياء المتكلم في دعاءِ } في قراءة الجمهور تخفيفاً كما تقدم في قوله تعالى : { وإليه متاب } في سورة الرعد ( 30 ) .

وقرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، وحمزة بإثبات الياء ساكنة .