نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{رَبِّ ٱجۡعَلۡنِي مُقِيمَ ٱلصَّلَوٰةِ وَمِن ذُرِّيَّتِيۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلۡ دُعَآءِ} (40)

ولما تم الحمد على النعمة بعد الدعاء بالتخلي{[45214]} من منافي السعادة وختمه بالحمد على إجابة الدعاء ، انتهز الفرصة في إتباعه الدعاء بالتحلي بحلية العبادة التي أخبر أنها قصده بإسكانه{[45215]} من ذريته{[45216]} ثم إقامتها ، إشارة إلى صعوبتها على النفس إلا بمعونة الله فقال : { رب } أي أيها الموجد لي{[45217]} المالك لأمري { اجعلني مقيم الصلاة } أي{[45218]} هذا النوع الدال على غاية الخضوع{[45219]} ، دائم الإقامة لها ، وكأن الله تعالى أعلمه بأنه يكون من ذريته من يكفر فقال أدباً : { ومن ذريتي } .

ولما كانت أعظم الأركان بعد الإيمان ، أفرد الضمير{[45220]} للدعاء بها متملقاً لله تعالى بما عليه من النعم التي لم ينعمها على أحد كان في ذلك الزمان غيره ، كما أشار إلى ذلك باسم الرب ، ثم زاد{[45221]} {[45222]} في التضرع{[45223]} بقوله : { ربنا } أي أيها المحسن إلينا ، وجمع الضمير المضاف إليه بالنظر إلى من تبعه من ذريته لأن ما بعده{[45224]} كلام آخر ، أي رب وربَّ مّن وفقته بتربيتك وإحسانك لإقامة الصلاة من ذريتي { وتقبل دعاء * } كله بذلك وغيره ، بأن تجعله مقبولاً جعلَ من كأنه راغب{[45225]} فيه مفتن به .


[45214]:من م، وفي الأصل ومد: بالتحفى، والعبارة من هنا- بما فيها هذه الكلمة- إلى " إتباعه الدعاء" ساقطة من ظ.
[45215]:في مد: بذريته، وسقط ما بين الرقمين من ظ.
[45216]:في مد: بذريته، وسقط ما بين الرقمين من ظ.
[45217]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: إلى.
[45218]:سقط ما بين الرقمين من م.
[45219]:سقط ما بين الرقمين من م.
[45220]:زيد من ظ و م ومد.
[45221]:زيد من ظ و م ومد.
[45222]:في ظ: بالتضرع.
[45223]:في ظ: بالتضرع.
[45224]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: يعد.
[45225]:في ظ: راغبا.