فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{رَبِّ ٱجۡعَلۡنِي مُقِيمَ ٱلصَّلَوٰةِ وَمِن ذُرِّيَّتِيۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلۡ دُعَآءِ} (40)

ثم سأل الله سبحانه بأن يجعله مقيم الصلاة محافظاً عليها غير مهمل لشيء منها ، ثم قال : { وَمِن ذُرّيَتِي } أي : بعض ذريتي ، أي : اجعلني واجعل بعض ذريتي مقيمين للصلاة ، وإنما خصّ البعض من ذريته ؛ لأنه علم أن منهم من لا يقيمها كما ينبغي . قال الزجاج : أي اجعل من ذرّيتي من يقيم الصلاة ، ثم سأل الله سبحانه أن يتقبل دعاءه على العموم ، ويدخل في ذلك دعاؤه في هذا المقام دخولاً أوّلياً . قيل : والمراد بالدعاء هنا : العبادة ، فيكون المعنى : وتقبل عبادتي التي أعبدك بها ، ثم طلب من الله سبحانه أن يغفر له ما وقع منه ، مما يستحق أن يغفره الله وإن لم يكن كبيراً ، لما هو معلوم من عصمة الأنبياء عن الكبائر .

/خ41