تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{رَبِّ ٱجۡعَلۡنِي مُقِيمَ ٱلصَّلَوٰةِ وَمِن ذُرِّيَّتِيۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلۡ دُعَآءِ} (40)

الآية 40 : وقوله تعالى : { رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي } قد سبق من الله الأمر بإقامته الصلاة ، وهو المقيم لها .

فدل الدعاء منه والسؤال على أن يجعله مقيم الصلاة أن عند الله لطفا{[9692]} سوى الأمر ، لم يعطه [ إياه ]{[9693]} فسأله ذلك ، هو التوفيق .

وعلى قول المعتزلة لقولهم : إنه أعطى كل شيء حتى لم يبق عنده ما يعطيه .

وقوله تعالى : { ربنا وتقبل دعاء } قال بعضهم : تقبل دعائي في إقامة الصلاة لنفسه وذريته . لكن لا يجب أن يخص دعاء من الدعوات التي سأل ربه بدعوات كثيرة نحو ما قال : { واجنبني وبني أن نعبد الأصنام } ( إبراهيم : 35 ) وقوله : { ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم } ( إبراهيم : 37 ) [ وما ]{[9694]} قال : { ربنا واجعلنا مسلمين لك } ( البقرة : 128 ) وغير ذلك من الدعوات .


[9692]:في الأصل وم: لطف.
[9693]:ساقطة من الأصل وم.
[9694]:في الأصل وم: و.