{ ولدينا مزيد } : أي مزيد من الأنعام والتكريم في الجنة وهو النظر إلى وجه الله الكريم .
وقوله لهم ما يشاءون فيها أي لأهل الجنة ما يشاءون أي ما تشتهيه أنفسهم وتلذه أعينهم وقوله ولدينا مزيد أي وعندنا لكم مزيد من النعيم وهو النظر إلى وجهه الكريم .
- بيان أكبر نعيم في الجنة وهو رضا الله والنظر إلى وجهه الكريم .
قوله تعالى : " لهم ما يشاؤون فيها " يعني ما تشتهيه أنفسهم وتلذ أعينهم . " ولدينا مزيد " من النعم مما لم يخطر على بالهم . وقال أنس وجابر : المزيد النظر إلى وجه الله تعالى بلا كيف . وقد ورد ذلك في أخبار مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة{[14182]} " [ يونس : 26 ] قال : الزيادة النظر إلى وجه الله الكريم . وذكر ابن المبارك ويحيى بن سلام ، قالا : أخبرنا المسعودي عن المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة بن عبدالله بن عتبة عن ابن مسعود قال : تسارعوا إلى الجمعة ، فإن الله تبارك وتعالى يبرز لأهل الجنة كل يوم جمعة في كثيب من كافور أبيض فيكونون منه في القرب . قال ابن المبارك : على قدر تسارعهم إلى الجمعة في الدنيا . وقال يحيى بن سلام : لمسارعتهم إلى الجمع في الدنيا ، وزاد ( فيحدث الله لهم من الكرامة شيئا لم يكونوا رأوه قبل ذلك ) . فال يحيى : وسمعت غير المسعودي يزيد فيه قوله تعالى : " ولدينا مزيد " .
قلت : قوله ( في كثيب ) يريد أهل الجنة ، أي وهم على كثب ، كما في مرسل الحسن ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أهل الجنة ينظرون ربهم في كل يوم جمعة على كثيب من كافور ) الحديث وقد ذكرناه في كتاب " التذكرة " . وقيل : إن المزيد ما يزوجون به من الحور العين ، رواه أبو سعيد الخدري مرفوعا .
ولذلك وصل به قوله جواباً لمن كأنه قال : على أي وجه خلودهم ؟ : { لهم } بظواهرهم وبواطنهم { ما يشاؤون } أي يتجدد مشيئتهم أو تمكن مشيئتهم له-{[61234]} { فيها } أي الجنة { ولدينا } أي عندنا من الأمور التي في غاية الغرابة عندهم وإن كان كل ما عندهم مستغرباً { مزيد * } أي مما لا يدخل تحت أوهامهم يشاؤه{[61235]} ، فإن سياق الامتنان يدل على أن تنوينه للتعظيم ، والتعبير بلدى يؤكد ذلك تأكيداً يناسبها بأن يكونوا كل لحظة في زيادة{[61236]} على أمانيهم عكس ما كانوا في الدنيا ، وبذلك تزداد علومهم ، فمقدورات الله لا تنحصر ، لأن معلوماته لا تنتهي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.