السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيهَا وَلَدَيۡنَا مَزِيدٞ} (35)

{ لهم } بظواهرهم وبواطنهم { ما يشاؤون } أي : تتجدد مشيئتهم أو يمكن مشيئتهم له { فيها } أي : الجنة { ولدينا } أي : عندنا من الأمور التي هي في غاية الغرابة عندهم وإن كان كل ما عندهم مستغرباً { مزيد } أي : مما لا يدخل تحت أوهامهم ليشاؤوه فإن سياق الامتنان يدل على أنّ تنوينه للتعظيم والتعبير ب{ لدي } يؤكد ذلك فإن قيل : ما الحكمة في أنه تعالى قال : { ادخلوها بسلام } على المخاطبة ثم قال لهم ولم يقل لكم أجيب : من وجوه أولها : أن قوله تعالى : { ادخلوها } فيه مقدر أي فيقال لهم ادخلوها فلا يكون التفاتاً .

ثانيها : أنه التفات والحكمة الجمع بين الطرفين كأنه تعالى يقول غير مخلّ بهم في غيبتهم وحضورهم ففي حضورهم الحبور في غيبتهم الحور والقصور .

ثالثها : أنه يجوز أن يكون قوله تعالى لهم كلاماً مع الملائكة يقول للملائكة توكلوا بخدمتهم واعلموا أنّ لهم ما يشاءون فيها فأحضروا بين أيديهم ما يشاؤون وأما أنا فعندي ما لا يخطر ببالهم ولا تقدرون أنتم عليه . والمزيد يحتمل أن يكون معناه الزيادة كقوله تعالى : { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة } [ يونس : 26 ] ويحتمل أن يكون بمعنى المفعول أي عندنا ما نزيده على ما يرجون ويأملون . قال أنس وجابر : وهو النظر إلى وجه الله الكريم . قيل يتجلى لهم الرب تبارك وتعالى في كل ليلة جمعة في دار كرامته فهذا هو المزيد .