الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيهَا وَلَدَيۡنَا مَزِيدٞ} (35)

وقوله عز وجل : { لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ } خبر بأَنَّهم يُعْطَوْنَ آمالهم أجمع ، ثم أبهم تعالى الزيادةَ التي عنده للمؤمنين المُنَعَّمِينَ ، وكذلك هي مُبْهَمَةٌ في قوله تعالى : { فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِىَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ } [ السجدة : 17 ] وقد فسر ذلك الحديثُ الصحيحُ ، وهو قوله عليه السلام : " يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ : مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ، بَلْهَ مَا اطَّلَعْتُمْ عَلَيْهِ " قال ( ع ) : وقد ذكر الطبريُّ وغيره في تعيين هذا المزيد أحاديثَ مطولة ، وأشياءَ ضعيفةً ؛ لأَنَّ اللَّه تعالى يقول : { فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ } وهم يعينونها تكلفاً وتعسفاً .