الآية 35 وقوله تعالى : { لهم ما يشاءون فيها } أي لهم ما يختارون فيها ، لا يُجبرون ، ولا يُكرهون فيها على شيء ، إذ المشيئة ، هي صفة كل فاعل مختار ، وإن كانت المشيئة مشيئة لتّمني والتّشهي ، فكأنه قال : لهم ما يتمنّون ، ويتخيّرون ، لقوله : { ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكن فيها ما تدّعون } [ فصلت : 31 ] وقوله عز وجل : [ { وفيها ما تشتهيه الأنفس } [ الزخرف : 71 ] ]{[19817]} .
وقوله تعالى : { لدينا مزيد } قال بعض أهل التأويل : إنه تأتيهم سحابة ، فتُمطرهم كل ما تشاءون ، وذلك هو المزيد لهم في الجنة . وقال بعضهم : إنه تنبت لهم في الجنة شجرة ، فتُقطر لهم كل ما يشاؤون ، وذلك هو المزيد .
أحدهما : النظر إلى رؤية الربّ ، جل ، وعلا ، وهو كقوله تعالى : { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة } [ يونس : 26 ] قيل : الزيادة هي رؤية الله تعالى في الجنة .
والثاني{[19818]} : { ولدينا مزيد } من نعيمها ما لا يبلُغ تمنّيهم وشهواتهم كقوله عليه السلام في صفة نعيم الجنة : ( ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) [ البخاري 3244 ] لأن الأماني والشهوات إنما تكون لما سبق لجنسه من الذي تقع عليه الرؤية والنظر أو الخير . فأما ما لا معرفة له فلا يُتمنّى ، ولا يُشتهى ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.