الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيهَا وَلَدَيۡنَا مَزِيدٞ} (35)

قوله تعالى : " لهم ما يشاؤون فيها " يعني ما تشتهيه أنفسهم وتلذ أعينهم . " ولدينا مزيد " من النعم مما لم يخطر على بالهم . وقال أنس وجابر : المزيد النظر إلى وجه الله تعالى بلا كيف . وقد ورد ذلك في أخبار مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة{[14182]} " [ يونس : 26 ] قال : الزيادة النظر إلى وجه الله الكريم . وذكر ابن المبارك ويحيى بن سلام ، قالا : أخبرنا المسعودي عن المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة بن عبدالله بن عتبة عن ابن مسعود قال : تسارعوا إلى الجمعة ، فإن الله تبارك وتعالى يبرز لأهل الجنة كل يوم جمعة في كثيب من كافور أبيض فيكونون منه في القرب . قال ابن المبارك : على قدر تسارعهم إلى الجمعة في الدنيا . وقال يحيى بن سلام : لمسارعتهم إلى الجمع في الدنيا ، وزاد ( فيحدث الله لهم من الكرامة شيئا لم يكونوا رأوه قبل ذلك ) . فال يحيى : وسمعت غير المسعودي يزيد فيه قوله تعالى : " ولدينا مزيد " .

قلت : قوله ( في كثيب ) يريد أهل الجنة ، أي وهم على كثب ، كما في مرسل الحسن ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أهل الجنة ينظرون ربهم في كل يوم جمعة على كثيب من كافور ) الحديث وقد ذكرناه في كتاب " التذكرة " . وقيل : إن المزيد ما يزوجون به من الحور العين ، رواه أبو سعيد الخدري مرفوعا .


[14182]:راجع جـ 8 ص 330.