في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{۞أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ دَمَّرَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡۖ وَلِلۡكَٰفِرِينَ أَمۡثَٰلُهَا} (10)

ثم يلوي أعناقهم إلى مصارع الغابرين قبلهم في شدة وعنف :

أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ? دمر الله عليهم . وللكافرين أمثالها . .

وهي لفتة عنيفة مروعة ، فيها ضجة وفرقعة . وفيها مشهد للذين من قبلهم يدمر عليهم كل ما حولهم ، وكل ما لهم ، فإذا هو أنقاض متراكمة ، وإذا هم تحت هذه الأنقاض المتراكمة . وذلك المشهد الذي يرسمه التعبير مقصود بصورته هذه وحركته ، والتعبير يحمل في إيقاعه وجرسه صورة هذا المشهد وفرقعته في انقضاضه وتحطمه !

وعلى مشهد التدمير والتحطيم والردم ، يلوح للحاضرين من الكافرين ، ولكل من يتصف بهذه الصفة بعد ، بأنها في انتظارهم . هذه الوقعة المدمرة التي تدمر عليهم كل شيء وتدفنهم بين الأنقاض : ( وللكافرين أمثالها ) !

وتفسير هذا الأمر الهائل المروع الذي يدمر على الكافرين وينصر المؤمنين هو القاعدة الأصيلة الدائمة :

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{۞أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ دَمَّرَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡۖ وَلِلۡكَٰفِرِينَ أَمۡثَٰلُهَا} (10)

{ وللكافرين أمثالها } أي : لكفار قريش أمثال عاقبة الكفار المتقدمين من الدمار والهلاك .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{۞أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ دَمَّرَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡۖ وَلِلۡكَٰفِرِينَ أَمۡثَٰلُهَا} (10)

قوله تعالى : { أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها 10 ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم 11 إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم 12 وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم } .

يحذر الله الكافرين شديد بطشه وانتقامه وأن يحل بهم من العذاب ما حل بالظالمين من قبلهم . والمعنى : ألم يسر هؤلاء المشركون المكذبون في أرض الكافرين الغابرين الذين سبقوهم كعاد وثمود وقوم لوط وغيرهم لكي يتعظوا ويعتبروا { فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم } أي فينظروا ما حل بالذين كفروا من قبلهم من العقاب ، فإن آثار العقاب والتدمير في ديارهم باقية ومنظورة . ثم بين الله ما حل بأولئك فقال : { دمر الله عليهم } أي أهلكهم الله ودمر عليهم منازلهم تدميرا واستأصلهم بقطع دابرهم { وللكافرين أمثالها } ذلك وعيد من الله لهؤلاء المشركين وهم كفار مكة . فقد توعدهم الله بمثل ما حل بالكافرين السابقين من البلاء إن لم يؤمنوا .