في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَرَفَعۡنَا لَكَ ذِكۡرَكَ} (4)

( ورفعنا لك ذكرك ) . . رفعناه في الملأ الأعلى ، ورفعناه في الأرض ، ورفعناه في هذا الوجود جميعا . . رفعناه فجعلنا اسمك مقرونا باسم الله كلما تحركت به الشفاه :

" لا إله إلا الله . محمد رسول الله " . . وليس بعد هذا رفع ، وليس وراء هذا منزلة . وهو المقام الذي تفرد به [ صلى الله عليه وسلم ] دون سائر العالمين . .

ورفعنا لك ذكرك في اللوح المحفوظ ، حين قدر الله أن تمر القرون ، وتكر الأجيال ، وملايين الشفاه في كل مكان تهتف بهذا الأسم الكريم ، مع الصلاة والتسليم ، والحب العميق العظيم .

ورفعنا لك ذكرك . وقد ارتبط بهذا المنهج الإلهي الرفيع . وكان مجرد الاختيار لهذا الأمر رفعة ذكر لم ينلها أحد من قبل ولا من بعد في هذا الوجود . .

فأين تقع المشقة والتعب والضنى من هذا العطاء الذي يمسح على كل مشقة وكل عناء ?

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَرَفَعۡنَا لَكَ ذِكۡرَكَ} (4)

{ ورفعنا لك ذكرك } أي : نوهنا باسمك ، وجعلناه شهيرا في المشارق والمغارب ، وقيل : معناه : اقتران ذكره بذكر الله في الأذان ، والخطب ، والتشهد ، وفي مواضع من القرآن ، وقد روي في هذا حديث أن الله قال له : " إذا ذكرت ذكرت معي " . فإن قيل : لم قال : { لك ذكرك } { ولك صدرك } مع أن المعنى مستقل دون ذلك ؟ فالجواب أن قوله { لك } يدل على الاعتناء به والاهتمام بأمره .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَرَفَعۡنَا لَكَ ذِكۡرَكَ} (4)

قوله : { ورفعنا لك ذكرك } رفع الله ذكر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم حتى شاع صيته الظاهر وسمعته الرفيعة في آفاق العالمين وفي ملكوت السماوات حيث الملائكة المقربون الأطهار . لقد شاع ذكره في بطون الكتب وفي طوايا القلوب والأذهان وفي المجالس وعلى كل لسان ، فضلا من الله لهذا النبي الكريم المفضال بما اتصف به من عظيم الشمائل وجليل الخصال .

ويأتي في طليعة هذا الذكر لخير الأنام أن يقترن اسمه في الشهادة العظمى التي يتحقق بها إيمان المرء وهي شهادة : لا إله إلا الله محمد رسول الله .