اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَرَفَعۡنَا لَكَ ذِكۡرَكَ} (4)

قوله : { وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ } ، قال مجاهد : يعني بالتأذين{[60459]} .

وروى الضحاك عن ابن عباس - رضي الله عنهم - يقول عز وجل له : لا ذكرت إلا ذكرت معي في الأذان ، والإقامة ، والتشهد ، ويوم الجمعة على المنابر ، ويوم الفطر ، ويوم الأضحى ، وأيام التشريق ويوم عرفة ، وعند الجمار وعلى الصفا والمروة وفي خطبة النكاح ، وفي مشارق الأرض ومغاربها{[60460]} . ولو أن رجلاً عبد الله تعالى ، وصدق بالجنة والنار وكل شيءٍ ولم يشهد أن محمداً رسول الله لم ينتفع بشيء وكان كافراً .

وقيل : أعلينا ذكرك ، فذكرناك في الكتب المنزلة على الأنبياء قبلك ، وأمرناهم بالبشارة بك ، ولا دين إلا ودينك يظهر عليه .

وقيل : رفعنا ذكرك عند الملائكة في السماء وفي الأرض عند المؤمنين ، ونرفع في الآخرة ذكرك بما نعطيك من المقام المحمود ، وكرائم الدرجات . وقيل : عام في كل ذكر .


[60459]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/627) وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/615) وزاد نسبته إلى الشافعي في "الرسالة" وعبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في "الدلائل".
[60460]:ذكره القرطبي في "تفسيره" (20/72 -73) من طريق الضحاك عن ابن عباس.